اسباب خشونة الركبة
نشرت في: 01-07-2024
أسباب خشونة الركبة: لا تقتصر على تقدم السن فقط
يعد مفصل الركبة من أهم المفاصل التي يعتمد عليها الإنسان في الحركة، فإذا أصيب ذلك المفصل بمشكلة الخشونة التي تتداخل مع كفاءته الوظيفية، عانى صعوبة في الحركة وشعَر بالألم مع تفاقم الحالة مع مرور الوقت. ويُعد تقّدم السن هو أشهر أسباب خشونة الركبة، ولكن هناك عوامل أخرى تزيد احتمالات الإصابة بها. تابع هذا المقال لمعرفة هذه الأسباب.
نبذة مختصرة عن خشونة الركبة
يُعرِّف الخبير الأمريكي المصري الدكتور عمرو عياد -استشاري العلاج الطبيعي في الولايات المتحدة الأمريكية وفي مصر- خشونة الركبة على أنها مشكلة تؤدي إلى تآكل الغضروف الواقع بين العظمتين المُكوِّنتيْن لمفصل الركبة (عظمتي الساق والفخذ).
والغضروف هو مادة هلامية لينّة تفصل بين أي عظمتين بالجسم للحد من فرص حدوث الاحتكاك بينهما، وتخفيف الضغط عن المفصل. ويؤكد الدكتور عمرو عياد أن غضروف الركبة يتآكل تدريجيًا مع مرور السنوات، حتى يتلف تمامًا، وحينئذ تُصبح أسطح عظام مفصل الركبة مكشوفة فتحتّك ببعضها البعض، وباستمرار احتكاك رؤوس عظام مفصل الركبة، فإنها تتآكل وتتشوه ما يُسبب الآلام الشديدة والالتهاب.
أسباب خشونة الركبة
لا تنحصر أسباب خشونة الركبة في الشيخوخة فقط، فهناك عوامل خطر عديدة تزيد احتمالات الإصابة بها في سن مبكرة، وتشمل:
زيادة الوزن
تتحمل المفاصل نِسَبًا متفاوتة من وزن الجسم، ويُعَد مفصل الركبة من أبرز المفاصل التي تتحمل جزءًا كبيرًا هذا الوزن. وبناءً عليه فإن الوزن الزائد يضع قدرًا إضافيًا من الضغط على مفصل الركبة ما يزيد احتمالية تلف غضروفه.
الأمراض المناعيّة
تُعد أمراض المناعة الذاتية التي تستهدف مفاصل الجسم عامل خطر للإصابة بخشونة الركبة، ومنها مرض "الروماتويد".
التشوهات عند الولادة
إنّ ولادة أحدهم بتشوّه في الساقين، كتقوّس الساقين مثلًا أحد الأسباب المؤدية إلى تآكل غضروف الركبة.
الإصابات الرياضية
حدوث إصابات رياضية في الركبة سواء في الرباط الصليبي أو في الغضروف الهلالي، وعدم خضوع المُصاب إلى العلاج الطبيعي بصورة سليمة أو لفترة كافية، قد يزيد من خطر الإصابة بالخشونة المبكرة.
استخدام المفصل بطريقة خاطئة
استهلاك واستخدام المفصل بصورة خاطئة مثل الإفراط في ثني الركبة سواء في مجلس القرفصاء أو ممارسة الرياضات العنيفة مثل رفع الأثقال.
هل العلاج الدوائي كافي لعلاج خشونة الركبة؟
يؤكد الخبير الأمريكي المصري الدكتور عمرو عيّاد أن الاعتماد على العلاج الدوائي وحده لن يكون كافيًا لعلاج خشونة الركبة علاجًا جذريًا، فالأدوية تقلل الالتهاب وتُسكن الألم وتعزز استرخاء العضلات فقط.
ويُضيف الدكتور عمرو أن الاعتماد على العلاج الدوائي يجب أن يكون لفترة زمنية محدودة، إذ أن تناول بعض الأدوية -كمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)- مدة طويلة يُسبب آثارًا جانبية تُصيب المعدة والكلى.
ما هو العلاج الأفضل لخشونة الركبة؟
أفضل علاج لخشونة الركبة هو العلاج الذي يعتمد على تقنيات علاجية عديدة ومتكاملة، تشمل:
الأجهزة
تبلغ نسبة اعتماد الأطباء على أجهزة العلاج الطبيعي في خطة علاج خشونة الركبة 20-30% تقريبًا، وهُم يعتمدون عليها لعلاج الحالات التي تعاني ألم الركبة الشديد المصحوب بتورّم وارتشاح. ومن أبرز الأجهزة المُستخدَمة:
- جهاز الليزر البارد: يُصدِر طاقة ليزر منخفضة تَحد من التهاب المفصل وتُنشط الدورة الدموية.
- جهاز التنبيه الكهربي (Interferential current): يصدر منه تيار كهربي بشّدة محدودة للسيطرة على الألم والالتهاب.
العلاج بالأساليب اليدوية
يقوم هذا العلاج على ممارسة بعض التقنيات اليدوية واستخدام أدوات مُساعِدة لتحسين حالة المفاصل وتخفيف الألم.
التمارين العلاجية
يؤكد الدكتور عمرو عياد أن التمارين العلاجية جزء رئيسي من خطة العلاج، إذ أنها تعمل على تقوية العضلات المحيطة بالركبة وعضلات الفخذ والبطن وغيرها من العضلات التي يساهم تقويتها في إعادة توزيع وزن الجسم وتخفيف الضغط عن الركبة.
وينوّه الدكتور عمرو على وجود فارق كبير بين التمارين العلاجية والتمارين الرياضية، إذ تُوصف التمارين العلاجية بناء على حالة كل مريض بعد خضوعه للفحوصات اللازمة. كما يشدد على عدم الانسياق وراء التمارين المنتشرة على الإنترنت نظرًا لضرورة ممارسة التمارين العلاجية تحت الإشراف الطبي المتخصص.
تحسين نمط الحياة
يجب أن يتبع المريض نمط حياة صحي للحد من أعراض خشونة الركبة، فعليه بالإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي لتجنب وضع حمل إضافي على الركبة، إضافة إلى الجلوس بطريقة سليمة، ومراعاة عدم الإفراط في استخدام المفصل، إضافة إلى الانتباه الفوري وزيارة الطبيب المتخصص بمجرد التعرض للإصابات الرياضية للخضوع إلى العلاج الطبيعي والحد من خطر الإصابة بالخشونة المبكرة.
علاج الركبة بالإبر الجافّة
يشمل إدخال إبر مخصصة حول الركبة لاستهداف المناطق المسؤولة عن الشعور بالألم ومن ثمّ تخفيفه، وهي لا تحتوي على الكورتيزون، وليس لها آثار جانبية.
ويشير الدكتور عمرو عياد إلى أن البروتوكول المتبع لعلاج خشونة الركبة، ينطوي على استخدام 9 إبر، توضع في مناطق مختلفة، حيث تستهدف مجموعة منها علاج التشنجات العضلية الناجمة عن الخشونة، وتستهدف مجموعة أخرى الأعصاب الملتهبة حول الركبة لعلاجها، بينما المجموعة الأخيرة تستهدف الأوعية الدموية المغذية للغضروف لتنشيطها.
وختامًا، يؤكد الدكتور عمرو عياد على عدم إمكانية استعادة حالة الغضروف الطبيعية بعد تآكله، ولكن تهدف وسائل العلاج الطبيعي وغيرها من العلاجات الأخرى إلى إبطاء تفاقم الخشونة والسيطرة على الأعراض لممارسة الحياة اليومية بصورة طبيعية.